
في ما يتعلق بموضوع القناعات ينتابني الضحك لما أتذكر اليوم بأني كنت أنسب نفسي للجماعة الفلانية. و هذا لاكتشافي بأني في حياتي لم يكن لدي إنتماء بمفهوم علمي. لقد اكتشفت هذه الحقيقة لكن في نفس الوقت تأكدت من أنه لا بد للإنسان أن يكون له إتجاه يعيش من أجله ويدافع عليه..و تأكدت أيضا من أن المسألة ليست بالسهولة التي يتصورها الكثير من الناس. اكتشفت أن القناعة ليست سلعة جاهزة يقتنيهاالإنسان من السوق، بل هي شيئ معقد يحتاج منا إلى صدق واجتهاد و صبر. وهي قبل هذا وذاك تحتاج إلى وقت.لقد اتضح لي بأن الناس في مجتمعنا
المتخلف لما يصرحون بانتماءاتهم و يرضون بها إنما يفعلون ذلك من باب الوهم لأن القناعة في الواقع لا تتأتى إلا بعد تفحص واختيار.. و الإختيار نتيجة تفرض نفسها بعد بحث طويل و بعد معاينتنا لكل ماهو مطروح أمامنا بعيدا عن أي ضغط وعن أي أهواء شخصية.لهذا فالقناعة التي ترسخت لدي اليوم هي أن الجماعات الموجودة في بلادنا تستمد ضعفها من كونها لا تملك أتباع حقيقيين وإنما أتباع مزيفين توهموا نتيجة لأسباب ذاتية و أحيانا لأسباب إجتماعية أو سياسية بأنهم صاروا أصحاب قناعات .علما بأني لا أستثني هنا حتى الإطارات الذين يعدون رموز هذه الجماعات.هذا وإلا فكيف نفسر التعصب الذي يعشعش في كافة الجماعات. وكيف نفسرأيضا ضعف مستوى الفاعلية في الميدان .
إن الأمر الذي تمنيت تحقيقه كنتيجة لما تقدم هو السعي لمناقشة هذا الكلام مع كل مهتم بالشأن العام و من ثم فإما أن أكون أنا مخطئ فأصحح نفسي. وإما أن يرسخ يقيني بأن معظم نشاطنا في الحياة أضحى من الواجب طرحه للنفاش و المراجعة .
ــــــــــــــــــــ
تحرير