
ثورة الاتصالات أدت إلى تطوير واسع في التقنيات الإعلامية، هل تطورت خبرات الإعلاميين العرب بما يوازي هذا التطور التكنولوجي؟
بالفعل، ثورة الاتصالات أدت إلى تطوير واسع في التقنيات الإعلامية، وأعتقد أن جيلا معينا من الإعلاميين العرب طوروا، أو بصدد تطوير خبراتهم بما يوازي هذا التطور التكنولوجي.. من حيث مصادر الخبر التي تعددت وأصبحت متاحة للجميع.. ومن حيث السرعة في التعاطي مع الأحداث، لأن الوقت والسبق أصبحا، بالفعل، لا ينتظران ولا يرحمان.. المدونات والفيس بوك أصبحا منبرا لمن لا منبر له.. والشارع العربي في حالات كثيرة أصبح يتحرك بإشارة من الفيس بوك والمدونات.. هذا التطور ليس كله ايجابيا.. فأخطاره كبيرة أيضا، أقلها أن الناس لم تعد تقرأ كما كانت.
نلاحظ أن الفضائيات تكرر بعض الأخبار لمدة يومين أو ثلاثة، هل هذا لتعبئة الفراغ.. أو أن المقصود تثبيت خط سياسي معين في ذهن المشاهد؟
تكرار الفضائيات لبعض الأخبار لأكثر من يوم، ليس تعبئة لفراغ كما يعتقد أحيانا، فالاختيارات والقرارات التحريرية هي التي تملي ذلك، ثم إن الكثير من الأخبار ليست جامدة وإنما تتطور، وما يبدو تكرارا هو في الحقيقة متابعة لمستجدات.. العراق والشأن الفلسطيني.. والأفغاني والإيراني.. وباكستان مؤخرا.. هي كلها عناوين كبرى ثابتة، ولكن مستجدات الأحداث فيها هي المتحركة.. فلا يمكن البتة تجاهل أي منها بدعوى أننا تناولناها بالأمس أو هذا الصباح.
من خلال تجربتك الطويلة، ما هي نصيحتك للشباب؟ خاصة أنهم يستعجلون الظهور لتحقيق الشهرة قبل امتلاك الأدوات؟
لن أعمم وأقول إن شباب اليوم كله مستعجل على الظهور وتحقيق الشهرة وو.. ولكن، إن كان من نصيحة أقدمها فسأقول إن العمل في الإعلام كما في أي مجال آخر يطلب.. لكي يعطينا، وأن نحبه لذاته وليس لما سيجلبه لنا... القراءة، القراءة، القراءة.. والمتابعة والشغف الشخصي .. الثقافة العامة وسعة الأفق والاطلاع.. أن يكون للشخص رأي وموقف ورؤية للقضايا التي يتناولها.. وأن يؤمن بأنه قادر على التأثير والتغيير.. ثم أن تكوني أنت، طبيعية.. لا غيرك، حتى وإن أحببت شخصية هذا الإعلامي أو تلك الإعلامية.. كما أن الصدق والشخصية الأصلية التي فيك والتي تظهرين بها للناس هي مفتاحك لقلوبهم وعقولهم.. لن أقول أكثر.. هذه هي المنطلقات، إن كانت ثابتة فالطريق بعدها سالكة.. ولكن بالمثابرة.
ــــــــــــــــــــــــ
اضغط هنا لمطالعة الحوار بالكامل