المدونات المصرية تمثل لوبي ضغط على النظام لمواجهة التعسف والأفكار
عبدالمنعم محمود/ الجزيرة توك : التدوين الذي لم يمر علي انتشاره في مصر والعالم العربي خمس سنوات أصبح له نفوذ واسع سواء علي الشارع السياسي و صٌناع القرار مما حدا بالمراقبين باعتبار التدوين في مصر سلطة رقابة جديدة لصالح المجتمع ولكنها شعبية مثلما اعتبرت مصر أن الصحافة هي السلطة الرابعة في بها فالتدوين الذي بدأ بكتابة المذكرات اليومية ثم انتقل ليمثل صحافة شعبية واسعة الانتشار وصل به الأمر اليوم إلي قيادة حملات مناهضة الفساد والاستبداد وفضح التعذيب وأصبح المدونون قادة رأي جدد في المجتمع يستأنس الخبراء والمعنيين بآرائهم ويخشي النظام من تحركاتهم وتستضيفهم الفضائيات للتعليق على المستجدات التي تمر بمصر.. حتي أن المدونات المصرية أصبحت تمثل لوبي ضغط علي النظام من تشكيل عنكبوتي غير منظم ( وهي السمة المميزة للتدوين ) لمواجهة التعسف والأفكار التقليدية بل استطاعت هذه الصفحات التي تقدمها محركات بحث بالمجان مثل جوجل ومكتوب أن تكسر تابوهات استعصت أمامها أفكار وفلسفات المفكرين فأنت وحدك الآن تملك أن تعلن مدرسة فكرية جديدة في السياسة أو الفن أو الفلسفة عبر مدونتك وحينها ستشعر بأنك مسئول عن أفكار يتلاقها عنك قراء هذه المدونة هذا التأثير الذي جعل أستاذ تاريخ أمريكي يدعي خوان كول أن يدع كتبه وأبحاثه الورقية ومقالاته في الجرائد وينشر أفكاره عبر مدونة الكترونية جذبت له ما يزيد عن ال 250 ألف قارئ في الشهر وهنا اهتم به الإعلام بل أكد أحد الباحثين أن تدوينات كول عن الشرق وما يحدث في العراق جعلته يشهد أمام مجلس الشيوخ للعلاقات الخارجية عن حرب العراق وأثارها علي الولايات المتحدة والتأثير نفسه والذي يشعر به الساسة في الولايات المتحدة الأمريكية جعلت مرشحو الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية إلي مخاطبة جمعية المدونين الأمريكيين الليبراليين في مؤتمرها السنوي لخطب ودهم ولاعتمادهم بشكل كبير في الترويج للحزب عن طريق هذه المدونات سلطة التدوين في مصر ساهمت في نشر الوعي بقضايا حقوق الإنسان واستطاعت أن تقدم دليل إدانة وزارة الداخلية في قضايا التعذيب الأخيرة والتي تنظرها المحاكم حاليا بناء علي الصور والفيديوهات التي رفعها المدونين علي صفحاتهم وتشير إلي الجناة وهم يقومون بجريمة التعذيب حتي ساهم هذا الحراك في تكوين حركة شعبية لمناهضة التعذيب وهي ( مصريون ضد التعذيب ) ورفت الشعار الذي أعلنه المدونون أن سلامة الأفراد هي مسئولية المجتمع كما ساهمت هذه المدونات في كشف الممارسات الاستثنائية التي يمارسها النظام في حق الإخوان المسلمين ومحاكمتهم أم القضاء العسكري حيث استطاعت مدونات أبناء المحالين للقضاء العسكري أن تكشف عن زيف هذه المحاكمات حتي أن أحد المحللين كتب أنه لولا هذه المدونات ما استطعنا الإطلاع علي حقيقة ما يحدث داخل المحكمة العسكرية بل استطاع عدد قليل من المدونين الإخوان تحريك مياه الركود والجمود الفكري الذي تعيش فيه الجماعة وتقديم رؤية جديدة يقدمها هؤلاء الشباب الذي استطاعوا كسر تابوه انتقاد الجماعة وساهم التدوين أيضا في تقديم صورة حية لما يجري من اعتصامات العمال في مصر ونقلت مدونة كريم البحيري العامل بمصنع المحلة للغزل والنسيج صورة حية لاعتصام العمال وطلباتهم واستطاع بكاميرا تليفونه المحمول أن يقدم صورة مرئية متواصلة لم تستطيع الفضائيات أن تقدم متابعة دقيقة مثلما قدمت كاميرا تليفون هذا المدون بل بات المدونون يمثلون جيلا جديدا من النشطاء المعارضين لاستبداد النظام مما جعلهم قوة وسر نجاح الفعاليات والحملات التي تنظمها قوي المعارضة في الشارع المصري التدوين وقدرته علي الحشد والانتشار السريع والتفاعل المباشر جعله شريكا للصحافة الحرة المستقلة في الدفاع عن حق المجتمع وجعلته الآن شريكا في هذه السلطة الرابعة لما له من قوة تأثير ومصداقية رغم هذه السلطة التي امتلكها المدونين المصريين لازالت تحتاج لمزيد من الجهد والتواصل بين المدونين لترسيخ هذه السلطة ولجذب وتحريك عناصر جديدة لإدارة عجلة التغيير البطيئة في مصر ولكن أيضا هذه السلطة تحتاج إلي دراسة من المهتمين بشأن الحريات للحفاظ عليها وعدم تعريض أصحابها للاضطهاد والسجن مثلما يحدث الآن مع الصحفيين فسلطة التدوين الناشئة في مصر تحتاج لحماية قانونية ودستورية لحمايتها من بطش النظام ــــــــــــــــــــــ لمطالعة النص الأصلي ـــــــــ تحرير الرسالة
مصر أم الدنيا و رائدة في كافة شيء......
ردحذفهههههههه