في حجرة كبيرة في أحد النزل البسيطة في مدينة فوبرتال الألمانية يجلس نحو عشرة شباب، يتكلمون ويضحكون ويكتبون بين الحين والآخر في حواسيبهم المحمولة. معظمهم تعرفوا على بعضهم البعض عن طريق الإنترنت، وهم اليوم يقابلون بعضهم البعض لأول مرة وجهاً لوجه. ما يجمعهم اليوم في هذا النزل هو نشاطهم كمدونين على الانترنت بالإضافة إلى انتمائهم للدين الإسلامي. ومن بين هؤلاء الشباب المجتمعين كبرى يوسل، وهي مسلمة ترتدي الحجاب من أصل تركي تبلغ من العمر 22 عاما. وكانت كبرى قد بدأت بكتابة مدونة بعنوان "معجم الكلمات الأجنبية" وذلك رداً على ما وصفته بـ "التفرقة التي كانت تتعرض لها كمسلمة في الحياة اليومية".
المدونة - وسيلة للتعبير عن الرأي
وتؤكد الشابة الألمانية التركية على أنها تسعى من خلال كتابة المدونة أن تظهر للمجتمع أن كونها مسلمة، تمارس شعائر دينها الإسلامي وترتدي الحجاب، لا يتعارض مع كونها مواطنة ألمانية. وتؤكد أنه "ليس من الضروري أن يكتب مدون من أصل ألماني عن الدين المسيحي في الانترنت. وهذا ينطبق أيضاً على المدونين المسلمين، إذ أن بإمكانهم أيضاً أن يكتبوا عن مواضيع عادية يومية ليس لها علاقة بالدين. ولكن من العادة أن يوضع المدونون المسلمون تلقائياً في الخانة الإسلامية وأن يزعجهم الآخرون بأسئلة شخصية."وتقول كبرى إنها دائما تُسأل عن دورها كمسلمة وعن الحجاب والإسلام بشكل عام. وبالتالي ترى دورها كمدونة في توعية قرائها ولفت أنظارهم إلى أن هناك الكثير من الأحكام المسبقة عن الإسلام والمسلمين. وتقول: "هي معتقدات خاطئة وكليشيهات ليس لها أساس من الصحة"، مؤكدة على أن نشر المعلومات الصحيحة عن الإسلام هو ما يشجعها على متابعة الكتابة.
رؤية الإسلام والمسلمين من منظور آخرياسمينة عبد القادر، الألمانية المصرية، هي الأخرى مدونة مسلمة في العشرين من عمرها وترتدي أيضا الحجاب. وهي تكتب وتنشر بشغف منذ أكثر من عام في مدونتها، التي أطلقت عليها تسمية أنجليزية (Just another Hidjabi) أي "فقط حجاب آخر، لا أكثر." وقد اختارت ياسمينة هذا العنوان الساخر لمدونتها عمداً، وذلك لأنها ترى أن من يلبس الحجاب لا يُنظر إليه كشخصية منفردة. وتضيف ياسمينة: "العالم أشكال وألوان ومليء بالشخصيات المختلفة. وأنا أريد من خلال هذه المدونة أن أظهر للقراء ما هو موجود في العقول تحت الحجاب، آملة في أن ينظر هؤلاء إلى الحجاب والإسلام بمنظور آخر."
من جهته، يقول إبراهيم بولات (22 عاما) إنه يحاول من خلال مدونته تصحيح صورة الإسلام في الإعلام، مشيرا إلى أنه قد سئم من ادعاءات من يصفهم "بخبراء وناقدي الإسلام، الذين يدعون معرفة ما الصحيح وما الخاطئ فيه." أما زميله المدون تانرن بيكلين فيرى في مدونته متنَفَساً يستطيع من خلاله التعبير عن شعوره، لافتا في الوقت نفسه إلى أنه "يكتب عن المواضيع التي تحرك عواطفه".
ويشارف هذا اللقاء، الذي جمع في مدينة فوبرتال بين مدونين ألمان مسلمين قدموا من مختلف أنحاء ألمانيا، على النهاية. وعلى الرغم من أن هذا اللقاء لم يستغرق إلا بضع ساعات، إلا أنه قد أفسح لهم المجال ليتعرفوا على بعضهم البعض وجها لوجه خارج شبكة الانترنت. وتقول المدونة ياسمينة عبد القادر: "المدونات هي سبيل جيد لنشر رأينا في وسائل الإعلام الألمانية، وربما يكون ذلك خطوة أولى على طريق مشاركة الشباب المسلمين في الإعلام وتسهيل الطريق لزيادة هذه المشاركة."
ــــــــــــــــ
جزاك الله خيرا أخي توفيق على هذا الموضوع الهام ....وجزى هؤلاء الأخوة خير الجزاء أيضا لتحسين صورتنا المشوهة لدى الغرب .....هل لك أن تضع لنا رابط مدونات هؤلاء الأخوة كي نتابعهم ونرى أعمالهم بأنفسنا؟
ردحذفأستاذى توفيق التلمسانى
ردحذفأزاى حضرتك عارف مقصر جدا مع حضرتك معلش اسف جدا
الموضوع جميل جدا
توجه أنظارنا على أجزاء مضيئة فى العالم لا نراها
دمت بخير و سلام
شباب متألق يجند قلمه لنصرة دينه، بارك الله فيهم ونفع بهم.
ردحذفتحياتي للموضوع المهم
ردحذفالمرصد دائما في تألق
أحب أنصحك بمواقع مثل القنطرة يناقش نفس الفكرة بالمقالات و التدوينات أيضا
http://ar.qantara.de/webcom/show_softlink.php/_c-339/i.html