الخميس، 17 يونيو 2010

آخر الأخبار / هل سمعتم بحكاية خالد السعيد ؟

المرة الأولى التي اطلعت فيها على مأساة الشاب المصري خالد سعيد لم تكن عبر القنوات الإخبارية ولا عبر الإذاعات ولا حتى الصحف، فوسائل الإعلام التقليدية، خصوصا الرسمية، رفضت أو منعت من نشر تفاصيل هذه القضية.

مأساة هذا الشاب العشريني الذي ضرب بعنف حتى الموت وصلتني على صفحات «الفيس بوك» وعبر مدونات عدة لناشطين مصريين وتجمعات إلكترونية غاضبة لشبان وشابات فاق عدد المنضوين فيها عشرات الآلاف. التفاصيل الرسمية المقتضبة لحكاية خالد تروي أن الشاب قتل جراء ابتلاع لفافة من الحشيش، وأنه سبق ضبطه في قضايا سرقة وأمور أخلاقية. طبعا البيان الرسمي هذا صدر فور الضجة التي أعقبت اكتشاف مقتل خالد سعيد، وانتشار صور الكدمات التي طغت على سحنته.

طواف سريع عبر المدونات والإنترنت يعطي تفاصيل مغايرة تماما للقضية، لكن هذه التفاصيل محبوكة ومدعمة بوثائق وصور ومقابلات، بنقرة سريعة يمكن مشاهدة الفيلم الذي كان خالد ينوي أن يبثه على مدونته ويظهر فيها عناصر شرطة وضباط يقتسمون كميات من المخدرات والأموال المصادرة. بنقرة أخرى يمكن رؤية عشرات الصور للشاب الضحية باديا على ملامحه كمّ التعذيب والضرب الذي تعرض له وتقرير الطبيب الشرعي شارحا للكسور والرضوض التي تعرض لها.. في المواقع والمدونات نفسها يمكن مشاهدة مقابلة مع صاحب المقهى الذي ألقي فيه القبض على خالد من قبل عناصر الأمن، وفيها يروي الرجل وقائع عن القسوة والضرب الذي مورس بحق خالد سعيد.

الرواية الرسمية لهذه القضية التي أثارت الشارع السكندري والمصري بدت مفككة وفيها الكثير من الثغرات. لم يكن ممكنا لتبريرات من نوع ما ذكر من ادعاءات إدمان خالد سعيد وانحرافات مزعومة في مسلكه أن تصمد أمام سيل الصور والفيديو والمعلومات التي شرّعت المدونات وموقع إلكترونية ساحتها لها. ذاك الحراك والتواصل الإلكتروني أفضى لقيام مظاهرة غاضبة في الإسكندرية حيث قتل خالد سعيد، وأفضى إلى تحويل محنة تعذيب وقتل الشاب إلى قضية رأي عام، ما أجبر السلطات المصرية على إعادة سحب جثة الشاب وتشريحها والتحقيق في الأمر من جديد.

لا شك أن الناشطين المصريين خصوصا الإلكترونيين منهم يخوضون معركة جديدة بإعلان تحويل قضية خالد سعيد إلى قضية رأي عام تهدف إلى وقف الانتهاكات التي يتعرض لها مواطنون كثر. صحيح أن تاريخ هؤلاء المدونين هو تاريخ غض نسبيا لكنه حافل أيضا. لقد سبق أن خيضت معارك ناجحة أهمها صور عنف بعض الشرطة ضد المواطنين، التي أفضت إلى محاكمات وإدانات لمتورطين. وهنا مرة جديدة يبرز الإعلام الجديد بصفته صاحب قدرة على التفلت من صيغ الرقابة التقليدية، كما أنه يبرز بصفته إدانة لوسائل الإعلام التقليدية، إذ إن هذه الأخيرة ما زالت تحت عين الرقيب، وهذا الأخير أنتج لضبطها آليات في حين يبدو اليوم عاجزا عن اللحاق بالإعلام الحديث الإلكتروني.
ـــــــــــــــــــــــ
نقلا عن موقع جريدة الشرق الأوسط الصادرة بلندن

هناك 9 تعليقات:

  1. أستاذى

    أنا تابعت ذه القضية من مدونات صديقة و من الفيس بوك

    وكان لى رأى فيها

    لنفترض جدلا أن هذا المخلوق البرىء مات مخنوق بمخدرات او مطلوب فى قضايا مماثلة

    هل هذا يعطيهم الحق لما فعلوه به
    هذا ليس تعامل لشرطة دولة و لكن هذا تعامل عصابات و قتلة

    أظن أن الدولة والمسئولين فيها فى حالة عدم أتزان لما حدث فأن أى مبرر يقوله لا يبرر أى شيىء بل ان كل مبرراتهم تزيد موقفهم سؤاً

    هذا رأيى المتواضع

    شكرا استاذى

    ردحذف
  2. فعلا مأساة غير إنسانية بتاتا .. وهي تنم على قسوة القلوب التي أصبحت أشد قسوة من الحجارة.

    رحمه الله وأسكنه فسيح جناته آمين.

    أرجوا منك أخي في الله توفيق الإطلاع على تدوينة خطة 111 لتعرف تطور الحملة قبل أن أنزل التدوينة الجديدة لأخذ رأيك بها وشكرا

    ردحذف
  3. الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته وحسب الله ونعم الوكيل ويروا مايرونهم في اولادهم

    ردحذف
  4. حسبنا الله ونعم الوكيل فى هذا النظام الفاسد
    و فى كل ظالم يا رب العالمين

    ردحذف
  5. حسبنا الله ونعمه الوكيل الله يكون فى عون اهلو

    ردحذف
  6. هذا ظلم كبير كيف يقتلنى من يحمينى كيف سوف نثق برجال الشرطة بعد ذلك كلنا كنا عرفين الى بيحصل لكن مستعبطين لكن كفاية كنتم فاكرين ان احنا هنسكت المرة دى كمان لا الشعب بقى يفكر ويسخط وانشاء الله سوف نكون مواطنين لنا كرامة تحترم بعد ذلك لن ننحنى لاحد بعدذلك وحسبنا الله ونعم الوكيل فيكم ازاى تقنلوا روح بريئة لم تفعل شئ غير التعبير عن الرائ عايزنا نخاف لالالالالالالالالالالالالالالالالالا كفاية يا حكومة فاسدة من اول رئيس الدولة لاصغر ضابط ارحمونا كفاية بقى انتم مش ببشر انتم ............... لاادرى التعبير الصحيح فين رئيس الدولة عايش فى نعيم وسايب شعبه هكذا بهذا الحال كفاية

    ردحذف
  7. حسبنا الله ونعمة الوكيل لك يوم ياشرطي ياظالم

    ردحذف
  8. أنا بسأل المخبرين اللي قتلوا الشهيد خالد سعيد لماذا اخذتم خالد بعد الإعتداء علية بالضرب حتي ان فارق الحياة الي البوكس ثم عاودتم به مرة اخري اليي مكان الحادث

    ردحذف
  9. الشرطةلإهانة ومهانة ومحو كرامة الشعب المصري بالله عليكم لما إحنا بنعمل كدة في بعض والشرطة اللي المفروض هي اللي تحمينا هي اللي بتهنا وتهين كرامتنا يبقي لا ملامة علي اسرائيل فيما تفعله مع الفلسطينين

    ردحذف

المجموعة البريدية للمدونات العربية . لأخذ فكرة عنها و عن أهدافها ، اضغط هنا
مجموعات Google
اشتراك في المجموعة البريدية للمدونات العربية
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

أكثر المواضيع رواجا منذ نشأة المدونة.

تصنيفات

أخبار التدوين. (69) أخلاقيات التدوين. (6) استطلاع رأي. (3) الإنترنت في الدول العربية (3) التدوين من خلال تقييمات لتجارب شخصية. (2) المدونات الجوارية. (1) المدونات و دورها في الدعاية الفكرية و السياسية. (2) اهتمام رجال السياسة و مؤسساتهم بميدان التدوين. (9) اهتمام وسائل الأعلام بالتدوين و المدونات . (5) تدويناتي الخاصة. (32) تعرف على الأردن (1) تعرف على الجزائر (3) تعرف على موريتانيا (3) تعرف على موريتانيا. (1) تنظيمات التدوين (1) حريات (5) حملات عامة. (11) حوار مع مدون (مختصرات عن كرسي الإعتراف ) (3) حوار مع مدون أردني (2) حوار مع مدون جزائري (7) حوار مع مدون فلسطيني. (1) حوار مع مدون مصري. (4) حوار مع مدون موريتاني (5) حوار مع مدون. (5) دراسات عن التدوين (3) دعاية و ترويج (5) دليل المدونات العربية. (4) عيد سعيد (1) متابعات. (9) معلومات عامة عن الدول العربية (3) مفهوم التدوين و أهميته (14) مقالات عن التدوين في الأردن. (12) مقالات عن التدوين في الجزائر (7) مقالات عن التدوين في الكويت. (1) مقالات عن التدوين في فلسطين (1) مقالات عن التدوين في مصر. (7) مقالات عن التدوين في موريتانيا. (6) ملف التدوين الجواري (5) ملفات التدوين. (4) من أحسن ما قرأت في المدونات المصرية. (3) من أحسن ما قرأت في مدونات موريتانيا (1) من أهم ما قرأت في مدونات الأردن (2) من أهم ما قرأت في مدونات الجزائر. (7) من أهم ما قرأت في مدونات المغرب. (3) مواقع أدلة و منصات متخصصة في التدوين. (1) نجوم التدوين ( حوارات ) (11) نصائح و مساعدات عملية يحتاجها المدون (5) نقاش (5) هذه المدونة (2) وحدة الأمة العربية و الإسلامية . (1)