الجمعة، 27 أغسطس 2010

متابعات / مدونة عايزه أتجوز .مؤشرات الفشل تلفزيونيا.

عن نفسي لا أدعي أي حق في الحكم عليه لكوني لم أشاهد منه غير بعض المشاهد من باب الفضول. لكن و الحق يقال ، و رغم أنه تم تنشيطه من قبل عدد غير مسبوق من نجوم الصف الأول للسنما المصرية إلا أني لم يتححق لدي أي قدر من الإنجذاب تجاه هذا المسلسل.كل هذا رغم أني شعرت ككثير من المدودنين بنوع من الإعتزاز لكونه يعد انتصارا للتدوين الإلكتروني في تحقيق مزيد من الإكتساح خارج العالم الإفتراضي.
لكن بعد توالى التقييمات من أشخاص يعدون أكثر مني تفرغا لهذا النوع من الكتابات شعرت بأن رد فعلي لم يكن بعيدا عن الصواب.

أحدهم أعاب على العمل كونه قدم للمشاهد العربي الفتاة العانس على أنها بلهاء و معتوهة و مثيرة للشفقة ( 1 )،فقال :
"هناك فارق كبير بين الأداء الكاريكاتوري الكوميدي الساخر، وبين المبالغة المزعجة "، و ذكر بأن صدق المدونات يقدم الفرصة لحكايات إنسانية من الواقع تحلل وترصد وتنتقد وتسخر، بينما الناتج النهائي للمسلسل حتي الآن هو مجموعة اسكتشات كوميدية لم تصل إلي خفة حلقات السيت كوم .. نحن يومياً ـ يقول الكاتب ـ أمام حدث درامي محروق ومتوقع سلفاً، وهو فشل علا في مشروع الزواج رغم أنها ليست قبيحة. ثم يشير إلى أن السيناريو لم يخلص للفكرة الرئيسية، وهي استعراض هم علا في البحث عن زوج تحت ضغوط الأهل والمجتمع، كما أنه لم يظهر أحاسيسها ومشاعرها كإنسانة تبحث عن الحب.

كاتبة أخرى تكاد تبتعد عن اللياقة و الموضوعية و هي تتهجم على المسلسل بدءا بالعنوان الذي تقول فيه :حرام عليك يا هند المشاهدين في عايزه أتجوز ( 2 ) .هذه الكاتبة ذكرت أنه أياً‮ ‬كان الادعاء بالتطوير في‮ ‬أسلوب الكتابة،‮ ‬فإنك في‮ ‬كل الحلقات،‮ ‬أمام سلسلة من الديالوجات الضعيفة والكفيلة بأن تدفعك دفعاً‮ ‬ليس لتغيير المحطة التي‮ ‬تشاهد عليها المسلسل ولكن إلي‮ ‬التخلص من التليفزيون نفسه‮

و نفس الملاحضات تقريبا نقرؤها في كتابات أخرى تناولت هذا العمل (3 )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) مقال في موقع جريدة الدستور المصرية من إمضاء إيهاب التركي جاء تحت عنوان : «عايزه أتجوز» يسيء للعانس وللفتاة المتعلمة ولهند صبري نفسها

( 2 ) حرام عليك يا هند المشاهدين في عايزه أتجوز

( 3 )
ــ هند صبري في «عايزة أتجوز»: كوميديا المبالغات
ــ مسلسل «عايزة أتجوز» .. عودة بصورة المرأة العربية عقوداً للوراء

الثلاثاء، 24 أغسطس 2010

متابعات / سؤال أثاره مسلسل الجماعة : ماذا لو غاب الإخوان؟

من الفوائد التى قدمها وحيد حامد بمسلسله الجماعة وهو لا يدرى تلك الحالة من الحديث عن الإخوان والبحث عن مذكرات الإمام حسن البنا هذه مقالة الجميل فيها أنها تأتى من صحفى لا ينتمى للإخوان وهو الأستاذ قطب العربى والمقالة نشرت أيضا بموقع اليوم السابع البعيد كل البعد عن أى اتهام حتى بالقرب من الإخوان وإليكم المقالة :

في ليلةٍ رمضانية وبعد مشاهدتي لأكثر من عشر حلقات من مسلسل الجماعة، جلستُ أفكر هل وجود الإخوان أمر مهم لمصر والعالم الإسلامي؟ وهل هذا الوجود ضرورة فعلية للدعوة الإسلامية؟ ألا يمكن أن يقوم بدورهم الأزهر والجمعيات والجماعات الدينية الأخرى؟ هل أضافوا شيئًا لتدين الشعب المصري؟ وهل إذا غابوا أو اختفوا عن الساحة يتعرض الإسلام لمصيبة كبرى؟ وماذا قدموا للأمة الإسلامية ولقضاياها الكبرى السياسية والاقتصادية والاجتماعية مثل قضية فلسطين والفقر والجهل والمرض؟ وهل كسبت مصر شيئًا بجماعتهم أم أنها خسرت كثيرًا؟ وهل تركوا أية بصمات إيجابية على المجتمع المصري الذي نشأوا وترعرعوا فيه أم تركوا بصمات سلبية؟ هل تحسنت أخلاقيات الشعب بسبب دعوتهم أم ازدادت سوءًا؟ هل كان من الأفضل أن يقتصروا على الدعوة وتربية المجتمع تربية إسلامية؟ أم الأفضل أن ينخرطوا أيضًا في العمل السياسي؟ هل يشعر الناس فعلاً بدور الإخوان المسلمين سواء الدعوي أو الخدمي أو السياسي؟ أم أن الفائدة تقتصر على أفراد الجماعة فقط؟

أسئلة كثيرة بعضها ربما مكرر وبعضها متداخل مع البعض الآخر، وبعضها يفتح الباب لتساؤلات أخرى، لكن التعرض لها جميعها أو غالبيتها سيعطي فكرة أوضح عن هذه الجماعة التي أصبحت مادة إلزامية على كل وسائل الإعلام سواء المحبة أو الكارهة لهم، فكل مَن يريد انتشارًا واسعًا وتوزيعًا كثيفًا لا بد أن يتعرض للإخوان إن بالخير أو بالشر، ومعظم الحكومات العربية والإسلامية تتوجس منهم خيفةً وتنكل بهم وتفتح خزائنها لمن يهاجمهم.

حين أسس حسن البنا جماعة الإخوان في الإسماعيلية في العام 1928م كان ذلك بعد سقوط دولة الخلافة الإسلامية في تركيا على يد الكماليين، وكانت مصر ترزح تحت الاستعمار البريطاني الذي نجح في إحلال الكثير من عادات وقيم وأخلاقيات المجتمعات الغربية في المجتمع المصري، كانت دور البغاء مصرحًا بها بشكلٍ رسمي ولها مقار معروفة يتردد عليها من يريد تحت حماية الدولة وكانت محال بيع الخمور والحانات تنتشر في كل مكان بشكل علني وقانوني، وكانت المساجد تشكو الهجر ولا يؤمها إلا الطاعنون في السن، وكانت المحاكم الحديثة لا تحتكم للشريعة الإسلامية بل لقوانين المستعمر، كان الجهل والأمية هما سمة غالبية المصريين الذين كان مستحيلاً على غالبيتهم الذهاب للمدارس والجامعات،

كانت الأمراض توقع مئات الموتى والمصابين سنويًّا بل شهريًّا دون أن يتمكن المواطنون من الذهاب إلى مستشفى أو عيادة طبيب، وفي الشأن السياسي كانت قيادة الدولة المصرية ممثلة في الملك وغالبية الأحزاب تأتمر بأوامر الإنجليز المستعمرين، وتتناحر فيما بينها على الفتات دون أدنى اهتمام بهموم ومصالح الشعب، وكانت فلسطين تتعرض لحرب عصابات للسيطرة عليها تطبيقًا لوعد بلفور المشئوم، في ظل هذه الأجواء نشأت جماعة الإخوان بهدف إعادة إحياء القيم والسلوكيات والقوانين والوحدة الإسلامية التي دمرها المستعمر وأعوانه من المستغربين، ومن وصفوا أنفسهم بالعلمانيين والليبراليين الذين سيطروا على وسائل الإعلام والتثقيف وسخروها للترويج لقيم المستعمر وسلوكياته بدعوى أن ذلك هو السبيل الصحيح للتقدم والرقي.

حين نشأت جماعة الإخوان لم تكن هي الوحيدة التي تتحدث باسم الإسلام فقد كان هناك الأزهر الشريف، وإلى جانبه كانت هناك جمعيات دينية مثل الجمعية الخيرية الإسلامية التي تأسست بعد 10 سنوات من دخول الاحتلال الإنجليزي أي سنة 1892م على يد الشيخ محمد عبده وسعد زغلول وطلعت حرب، والجمعية الشرعية التي أسسها الشيخ محمود خطاب السبكي في العام 1912م، وكانت هناك جمعيتان كبيرتان تأسستا قبل عام أو عامين من تأسيس الإخوان هما جماعة أنصار السنة المحمدية التي أسسها العالم الأزهري محمد حامد الفقي في العام 1926م وجمعية الشبان المسلمين التي تأسست عام 1927م، وإلى جانب هذه الجمعيات كانت هناك الطرق الصوفية المختلفة، أي أن الساحة الدينية كانت مليئة بالجمعيات والمؤسسات الدعوية، لكن الحقيقة أن هذا الحشد الديني لم يكن كافيًا لمواجهة ما زرعه الاستعمار في مصر، وما حل بالأمة الإسلامية من نكبات بعد سقوط الخلافة، فالأزهر الشريف هو مؤسسة علمية في المقام الأول، رغم أنه قام بأدوار مقدرة على الصعيد السياسي والاجتماعي.

والجمعيات الدينية الإسلامية تخصصت كل واحدة منها في فرع من الفروع وركزت نشاطها فيه، ولم يكن مسموحًا لها بحكم القانون العمل بالسياسة والشأن العام، والطرق الصوفية شارك أغلبها في تسطيح وعي الشعب ونشر البدع والخرافات بينه، وصرفه عن مقاومة الاستعمار.

من هنا جاءت جماعة الإخوان بدعوة شاملة لكل مناحي الإسلام من دعوة وتربية وتعليم ورياضة وسياسة واقتصاد وقانون في محاولةٍ لإصلاح الخلل الذي لحق بهذه النواحي جميعًا على أسس إسلامية.

بدأت الجماعة عملها كما هو معروف في الإسماعيلية التي كانت في حينها مقرًّا لقوات الاحتلال الإنجليزي ولشركة قناة السويس الإنجليزية الفرنسية، وكانت الإسماعيلية هي الأكثر تأثرًا بالقيم الأوروبية التي جلبها المستعمر والمخالفة في كثيرٍ منها للدين الإسلامي، وكان على دعوة الإخوان أن تدخل معركةً مبكرةً مع هذه القيم الوافدة الغريبة عن المجتمع المصري ونجحت الجماعة في ذلك حين قلصت أو أنهت بيوت البغاء وعمرت المساجد، وحاربت عربدة الجنود الإنجليز المخمورين، وأسست مدارس لمنح جرعة أكبر من التربية الإسلامية، ثم انتقل مقر الجماعة الرئيسي إلى القاهرة لاحقًا، ليشرف على مئات بل آلاف الشعب (لجان لإخوان) المنتشرة في قرى ومدن مصر من أقصى الصعيد وحتى شمال الدلتا ومن مدن القناة وحتى الحدود الغربية، وزاد عدد أتباعها إلى الحد الذي دفع كاتبًا بحجم إحسان عبد القدوس لكتابة مقال بعنوان "الرجل الذي يتبعه نصف مليون"، وكان حديث الثلاثاء في مقر المركز العام في الحلمية (مقر قسم شرطة الدرب الأحمر حاليًّا) يجتذب آلاف المصريين في مشهد يمتد حتى باب الخلق- حسبما وصفته مؤخرًا إحدى ساكنات ذلك الحي في ذلك الوقت الكاتبة الكبيرة نعم الباز.

من الواضح أن الجماعات والجمعيات الدينية التي كانت قائمةً في مصر في ذلك الوقت لم تكن كافيةً لمواجهة الغزو الثقافي والاجتماعي الغربي، ولم تكن قادرةً على مواجهة موجة التحلل القيمي في المجتمع، أو مواجهة حال التفكك في الأمة الإسلامية، والتهديدات المتتابعة للدين الإسلامي والعقيدة الإسلامية؛ وذلك بسبب اقتصار تلك الجماعات والجمعيات على جزئيات بعينها أو نشأتها في أحضان النخبة، وكبار الباشاوات والإقطاعيين الذين كانت مصالحهم تحول دون القيام بأدوار كبرى ومؤثرة، ومتعارضة بشكلٍ سافر مع الاستعمار وأعوانه، ومن هنا جاء المنهج الجديد للإخوان بشموليته التي تجمع بين الدين والدنيا، والعقيدة والشريعة، والمصحف والسيف (في إشارةٍ إلى التقوى والجهاد)، وهو أمر لم يكن معهودًا من قبل إلا في كتابات بعض رموز الإصلاح مثل محمد عبده، ورشيد رضا، والأفغاني،

لكن مشكلة هؤلاء الرواد أنهم كانوا أفرادًا، وكان لهم مريدون، لكنهم لم يتحولوا إلى عمل جماعي منظم يحمل هذه الأفكار، ويمشي بها بين الناس، ويدعو إلى تطبيقها، ويضع الخطط والموارد اللازمة للتطبيق، وهو ما يذكرنا بالفقيه المصري العظيم الليث بن سعد الذي قال عنه الإمام الشافعي: "الليث أفقه من مالك، إلا أن أصحابه لم يقوموا به"، وفي رواية: "إلا أنه ضيعه أصحابه"، في إشارةٍ إلى عدم قيام هؤلاء الأتباع بحمل مبادئ وتفاصيل المذهب ونشرها بين الناس، والعكوف على شرحها وتطويرها وكتابة المؤلفات في ذلك، كما فعل بقية تلاميذ الأئمة الآخرين الشافعي ومالك وأبو حنيفة وأحمد بن حنبل، وربما تنبه حسن البنا إلى هذه التجربة فأراد أن يتجنب تلك الأخطاء، فكان أن حمل أفكار محمد عبده والأفغاني ورشيد رضا وطورها، وكوَّن لها جماعةً تسعى بها وتنشرها، وربما لولا ذلك ما كُتب لتلك الأفكار أن تظل خالدةً أو أن تصل إلينا.

لقد نقل الإخوان بالفعل العمل الإسلامي الحديث من خانة الجزئيات إلى خانة الشمول، ومن فقه الوضوء والحيض والنفاس إلى فقه الجهاد ومحاربة المنكرات، والتعامل مع قضايا العصر، وقدموا منهجًا جديدًا في الدعوة والإصلاح، انتقل إلى الجماهير في مواقع جديدة غير المساجد، وقدَّم نماذج جديدة للدعاة من غير رجال الأزهر، كما قدَّم نموذجًا جديدًا لأفراد يذهبون إلى أعمالهم ووظائفهم في الصباح، ثم تجدهم في ملاعب الرياضة، ومنها ينتقلون إلى المساجد، ولا يمنعهم ذلك من القيام بواجباتهم الاجتماعية الأخرى في المجتمع المحيط بهم، وساهم بذلك بجهد كبير في الحفاظ على الهوية الإسلامية للمجتمع المصري التي تعرَّضت لطعنات قوية على يد الاستعمار وأعوانه، وتمكنت دعوة الإسلام من إعادة الاعتبار لحجاب المرة المسلمة بعد أن كان يُنظر إليه باعتباره مظهرًا من مظاهر التخلف الحضاري ورمزًا للريفيات فقط، وبلغ النجاح ذروته باعتبار الحجاب في الوقت الحالي الزي الشعبي لغالبية المصريات.

كما خرَّجت مدارس الإخوان آلاف الطلاب الأكثر التزامًا بقيم وسلوكيات دينهم، ونَشَرَ طلاب الإخوان الأخلاق الإسلامية في الجامعة بعد أن كان يُنظر إلى المتدينين نظرة سلبية بوصفهم "أريافجية" وبعد أن كان الباحث عن مجرد فتاة محتشمة كالباحث عن إبرة في كوم قش، كما كان لمدارس الإخوان ومساجدهم وأفرادهم دور كبير في محاربة الأمية، ونجحت مستشفياتهم ومراكزهم الطبية في تقديم العلاج الاقتصادي لآلاف بل لملايين المصريين من خلال حوالي 25 فرعًا للجمعية الطبية الإسلامية، ناهيك عن عشرات بل مئات المستوصفات الملحقة بالمساجد، ورغم أن الإخوان لم يتعاملوا بعنف مع حانات الخمور التي انتشرت في بر مصر في الثلاثينيات والأربعينيات كما فعلت حركة مصر الفتاة إلا أنهم أسهموا بقدر كبير في دفع هذه الحانات لإغلاق أبوابها بعد أن هجرها روادها المتأثرون بالدعوة الإسلامية، وكان للإخوان دورٌ كبير في مواجهة حملات التبشير التي كانت جزءًا من الاستعمار، ونبهت الشعب لخطورة هذه الحملات، ولاحقت المبشرين أينما ذهبوا في قرى مصر ومدنها.

ووقف الإخوان ضد مظالم الملك وسفاهاته حتى دفع مؤسس الجماعة حياته ثمنًا لهذه المواقف حين رتَّب الملك عملية اغتياله في شارع رمسيس، كما حاربوا مظالم الإقطاع وحرصوا على تجنيب دعوتهم لهيمنة الكبراء، وظلوا حريصين على التواجد بين صفوف الفقراء والبسطاء، ولعلَّ نظرةً واحدةً على بداية تأسيس جماعتهم تؤكد هذا المعنى، إذ كان المؤسسون الأوائل مع البنا هم من فئة العمال والحرفيين.

وأعطى الإخوان قضية فلسطين اهتمامًا خاصًّا في وقت برر فيه رئيس وزراء مصر تخاذله عن تلك القضية بأنه رئيس وزراء مصر وليس رئيس وزراء فلسطين!!، وجاب مندوبو الجماعة أرجاء القطر المصري يجمعون التبرعات لمجاهدي فلسطين، بل وتطوع عددٌ كبير منهم للقتال في فلسطين، وقاموا بعمليات بطولية، وهو ما أكده لي شخصيًّا العديد من القادة القدامى الذين شاركوا في حرب فلسطين، وكان منهم الفريق فؤاد عزيز غالي، واللواء عبد المنعم خليل قائد الجيش الثاني الميداني إبان حرب أكتوبر، بل إنهم قدَّموا أعظم عطاء للقضية الفلسطينية من خلال فرعهم في فلسطين، وهي حركة حماس التي قادت المقاومة ضد الاحتلال حتى يومنا هذا إلى جانب شقيقاتها في حركات المقاومة الفلسطينية الأخرى.

وحين عاد الإخوان للحياة العامة بعد تغييبهم في السجون لسنوات طويلة في الحقبة الناصرية، وكانت مصر قد تعرضت مرة أخرى لهجمة إباحية تغريبية أخرى جاءت هذه المرة من قبل المعسكر الشيوعي وأنصاره في الداخل عاد الإخوان مرة أخرى لممارسة دعوتهم حفاظًا على الهوية الإسلامية للمجتمع، ورعت قيادتهم براعم الصحوة الإسلامية في الجامعات منذ منتصف السبعينيات، حتى عاد الوجه الحضاري الإسلامي لمصر رغم أنف التغريبيين، وحين تخرج هؤلاء الطلاب الجامعيون حملوا الدعوة إلى مدنهم وقراهم ودخلوا بها إلى ساحات العمل العام مثل النقابات والنوادي، كما امتدت أيادي البذل والعطاء إلى الكثير من الفقراء والمحتاجين عبر العديد من أعمال البر، ووصلت أصداء دعوة الإصلاح إلى أماكن لم تصلها من قبل، ولعل أبرزها مجلسي الشعب والشورى والمحليات والنوادي والنقابات.

نعود إلى عنواننا الرئيسي ماذا لو غاب الإخوان؟ وهل ستخسر مصر والأمة الإسلامية بغيابهم؟ عليك أن تتخيل بعد كل هذه الجهود في إصلاح المجتمع ونشر القيم الإسلامية فيه ومواجهة حملات التغريب والتخريب المنظمة كيف سيكون الحال لو اختفى الإخوان تحت أي ظرف من الظروف؟ لن نبالغ أبدًا وندعي أن الإسلام سيموت، فقد كان الإسلام قائمًا قبل دعوة الإخوان، وسيظل قائمًا بهم أو بغيرهم، ولكن هل تستطيع أيٌّ من الجمعيات والجماعات الإسلامية القائمة مواجهة مخططات التغريب والتخريب للهوية والقيم ولوحدة الوطن والأمة كما يفعل الإخوان؟ ومن يستطيع مواجهة ظلم وتعسف النظام، وانتهاكه للقيم والقانون- حتى وإن لم يمنعوه تمامًا من ذلك الظلم- كما يفعل الإخوان؟ ومن الذي يمثل رعبًا دائمًا للفاسدين والمستبدين والتغريبيين أكثر من الإخوان؟ إذن هي تساؤلات تجيب على تساؤلات والمجال مفتوح لمزيد من الاجتهادات.

ــــــــــــــ

المصدر

الاثنين، 23 أغسطس 2010

آخر الأخبار / مؤسسة "عالم واحد" للتنمية ورعاية المجتمع المدنى تدرب متطوعى "الإعلام الجديد"

تنظم مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدنى، تدريباً لعدد من المتطوعين للتدريب طوال شهر رمضان على وسائل الإعلام الجديد وكيفية استخدامها فى مناصرة القضايا الإعلامية والجماهرية. وذكر ماجد سرور المدير التنفيذى لمؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدنى، أن الهدف من التدريب الذى يستمر خلال شهر رمضان هو استخدام الإعلام الجديد من خلال المدونات والشبكات الاجتماعية فى مناصرة حرية الرأى والتعبير ودعم المجتمع المدنى وتوفير الحماية القانونية. ويتضمن التدريب عدة محاور هى التدوين الدفاعى والشبكات الاجتماعية والمناصرة وحرية الرأى والتعبير والحماية القانونية واستخدام الشبكات الاجتماعية .
ــــــــــــــــــ
المصدر
المجموعة البريدية للمدونات العربية . لأخذ فكرة عنها و عن أهدافها ، اضغط هنا
مجموعات Google
اشتراك في المجموعة البريدية للمدونات العربية
البريد الإلكتروني:
زيارة هذه المجموعة

أكثر المواضيع رواجا منذ نشأة المدونة.

تصنيفات

أخبار التدوين. (69) أخلاقيات التدوين. (6) استطلاع رأي. (3) الإنترنت في الدول العربية (3) التدوين من خلال تقييمات لتجارب شخصية. (2) المدونات الجوارية. (1) المدونات و دورها في الدعاية الفكرية و السياسية. (2) اهتمام رجال السياسة و مؤسساتهم بميدان التدوين. (9) اهتمام وسائل الأعلام بالتدوين و المدونات . (5) تدويناتي الخاصة. (32) تعرف على الأردن (1) تعرف على الجزائر (3) تعرف على موريتانيا (3) تعرف على موريتانيا. (1) تنظيمات التدوين (1) حريات (5) حملات عامة. (11) حوار مع مدون (مختصرات عن كرسي الإعتراف ) (3) حوار مع مدون أردني (2) حوار مع مدون جزائري (7) حوار مع مدون فلسطيني. (1) حوار مع مدون مصري. (4) حوار مع مدون موريتاني (5) حوار مع مدون. (5) دراسات عن التدوين (3) دعاية و ترويج (5) دليل المدونات العربية. (4) عيد سعيد (1) متابعات. (9) معلومات عامة عن الدول العربية (3) مفهوم التدوين و أهميته (14) مقالات عن التدوين في الأردن. (12) مقالات عن التدوين في الجزائر (7) مقالات عن التدوين في الكويت. (1) مقالات عن التدوين في فلسطين (1) مقالات عن التدوين في مصر. (7) مقالات عن التدوين في موريتانيا. (6) ملف التدوين الجواري (5) ملفات التدوين. (4) من أحسن ما قرأت في المدونات المصرية. (3) من أحسن ما قرأت في مدونات موريتانيا (1) من أهم ما قرأت في مدونات الأردن (2) من أهم ما قرأت في مدونات الجزائر. (7) من أهم ما قرأت في مدونات المغرب. (3) مواقع أدلة و منصات متخصصة في التدوين. (1) نجوم التدوين ( حوارات ) (11) نصائح و مساعدات عملية يحتاجها المدون (5) نقاش (5) هذه المدونة (2) وحدة الأمة العربية و الإسلامية . (1)