بعد تصاعد أزمة المدونين من شباب الإخوان من جديد بسبب إصرارهم على توجيه العديد من الانتقادات للجماعة وإرسالهم بعض المقالات لوسائل الإعلام وإصدار بعضهم كتيبات تنقد الجماعة، قرر الدكتور محمد بديع، المرشد العام للجماعة، فتح ملف المدونين، ووضع إستراتيجية للتواصل معهم ومحاولة احتوائهم والتواصل معهم من خلال قيادات مقبولة فى الجماعة، كما قرر وقف العقوبات المفروضة على بعض الشباب. وأعطى بديع تعليمات لكل من قسمى الطلبة والتربية بوضع رؤية وورقة عمل للتعامل من خلالها الفترة المقبلة مع شباب الجماعة، حيث من المقرر أن يعرض مسئولو القسمين على المرشد طريقة وإستراتيجية التواصل عقب عودته من العمرة، وذلك مع التركيز على جمع قاعدة بيانات عن المتعاملين من أبناء الجماعة المنتظمين فى الأسر والشُعب بالإنترنت بالكتابة أو المشاركة فى المنتديات، مع حصر أبرز المنتديات والمدونات التى يتردد أو يكتب من خلالها شباب الجماعة، وكذلك استخراج أوجه النقد وأوجه الاعتراض من جانبهم على نهج القيادة أو الأشخاص، مع تحضير كل الإجابات الممكنة فيما يتعلق بالأمور التنظيمية أو مواقف الجماعة العامة التى تسببت فى ثورة المدونين والشباب الفترة الماضية. ونشبت أزمة كل من أسامة درة صاحب كتاب "من داخل الإخوان أتكلم"، وهيثم أبو خليل، أحد ناشطى الجماعة، وتعرضهما لعقوبات تنظيمية وإيقاف ثلاثة أشهر لمجرد أنهما انتقدا الجماعة عبر وسائل الإعلام ومدوناتهما عبر الإنترنت، وهو ما رفضه المرشد وأصدر تعليمات بعدم فصل أو وقف أو عقاب أى من الشباب بسبب رأيه، مطالبا جميع المسئولين فى الجماعة استيعاب الشباب والاستفادة منهم وأفكارهم، وذلك لحين البحث عن طريقة لإحياء برامج العمل الشبابية التى توقفت منذ فترة بسبب وقف المعسكرات لأسباب أمنية. وكشفت مصادر عن أن د. عبد المنعم أبو الفتوح، عضو مكتب الإرشاد السابق وعضو مجلس شورى الجماعة، ساهم فى وضع تصور للاستفادة من شباب الجماعة المرحلة المقبلة، وتبنى بشكل شخصى مشروع عمل من خلال مجلس شورى الإخوان للحوار الدائم مع شباب الجماعة، خاصة من يحمل منهم أفكارا أو لديه استفسارات عن شىء تنظيمى أو فكرى أو لديه ملاحظات على الأداء أو على سلوكيات أى من القيادات أو على قرارات تتخذها الجماعة سواء فيما يتعلق بالشأن العام أو الجانب التربوى والدعوى. وذكرت المصادر بالجماعة أن الأزمات الأخيرة للمدونين وتعدد شكاوى الشباب من تجاوزات كثيرة من المسئولين الإداريين فى المحافظات والمناطق وهى لتجاوزات المخالفة للائحة كشفت عن قصور الحوار فى بعض مؤسسات الجماعة الوسيطة وغياب الجانب التربوى فى التعامل مع المخالفات، خاصة ما يتعلق بالرأى، ومن هذه المخالفات معاقبة الشباب على نشرهم آرائهم بتهمة الإساءة للقيادة وزعزعة الثقة، ووصل الأمر إلى أن أحد شباب الجماعة قال فى رسالته للمرشد مؤخرا: "يحاسبوننى على أفكارى تماماً مثلما يحاسب النظام الإخوان على أفكارهم فى الوقت الذى نطالب فيه بحرية تداول الفكر والآراء، طالما أن الأمر فى منطقة الأفكار والتنظير"، وهو ما جعل المرشد يقول للقيادات فى مكتب الإرشاد والمكاتب الإدارية: "لن يوقف أحد بسبب اختلاف فى وجهات النظر أو لآرائه إلا بعلمى وإذن منى". وكان محمد مهدى عاكف، المرشد السابق للجماعة، أول من فتح الباب لشباب الإخوان وسمح لهم بتداول المعلومات والنقد للتنظيم والأفكار ووصل عدد المنتديات والمدونات الإخوانية ما بين 2004 و2007 أكثر من 300 مدونة منهم الناشطين، إلا أنه وصل حاليا ما بين 50 و80 مدونًا فقط، ولهذا قامت الجماعة إطلاق منتدى شبابى باسم "منتدى شباب الإخوان" ليمكن الجماعة من متابعة كل الآراء والمناقشات التى تدور بين الشباب خاصة ما يتعلق بالأمور التنظيمية ومناقشتها علنا عبر صفحات الإنترنت.
ـــــــــــــــ
المصدر
ـــــــــــــــ
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق