
يرى الدكتور العيد زغلامي أستاذا بكلية الإعلام و الاتصال بجامعة الجزائر أن التدوين تحول إلى إعلام بديل، حيث أصبح أي واحد بإمكانه أن يستعمل هذا الفضاء للتعبير عن رأيه، وهو حسب فلة صالحي مختصة في علم النفس عبارة عن نافذة جديدة يلجأ إليها الإنسان لرؤية عالمه الداخلي بتقنية حديثة تتماشى والعصر، بدون مراقبة من طرف الغير، و كانت أول مشرفة على موقع دي زاد بلوق هي السيدة ليندة سحنين التي جعلت يوما وطنيا إعلاميا سمي بيوم المدونين. هي تصريحات أكدها أساتذة مختصين في الإعلام و الاتصال و مشرفون على المواقع الجزائرية وعلماء نفس حول دور التدوين في التعبير عن المكبوتات وعلاج العديد من القضايا الجوهرية بعيد عن الضغوطات والمراقبة سيما والمجتمع الجزائري اليوم بدأ يدخل المجال المعلوماتي من بابه الواسع من أجل التطلع على ثقافة الآخر وأنماط حياته وسياسته الداخلية و الخارجية، وذلك من خلال الروبورتاج المصور الذي أنجز من طرف إسماعيل قاسمي طالب جامعي متخرج من كلية الإعلام و الاتصال جامعة الجزائر، وهي المرة الأولى في تاريخ مذكرات التخرج الجامعية في مجال الإعلام و الاتصال..
أنجز هذا الروبورتاج كمرفق هام لمذكرة التخرج الكتابية التي أعدت من طرف الطالب الجامعي اسماعيل قاسمي تحت عنوان: المدونات الجزائرية فضاء للحريات عالج فيها الطالب موضوع التدوين ومراحله، وكيف عرف التدوين الجزائري طريقه ومن هم أبرز المدونون، وكيف عرف هذا الأخير رواجه في المجتمع الجزائر خاصة عند شريحة الشباب، وذلك من خلال اللقاء الذي أجراه الطالب المتخرج مع مجموعة من المدونين من مختلف الولايات قسنطينة باتنة وغيرها، منهم الكاتب الخير شوار صاحب مدونة اليوم الأدبي، المجون حمود عصام صاحب مدجون حمود استوديو، كذلك مدونة القلم لمدونة تلقب بإخوان الاصفاء..، علما أن الروبورتاج المصور صدر عن تسجيلات نادي البلاغ للإعلام الآلي بوفاريك البليدة، تصوير و تركيب الطالب اسماعيل قاسمي تحت إشراف الدكتور بلقاسم مام..
حول ظهور التدوين في الجزائر عبرت السيدة ليندة سحنين المشرفة العامة لموقع دي زاد بلوق dz. Blog أن المدونة مصطلح جديد عرف منطلقا جديدا منذ سنة 2000، وعرف في الجزائر انتشارا ملحوظا باستعمال التكنولوجية، موضحة أن الحركة التكنولوجية توجت بإنشاء أول مدونة جزائرية في سنة 2006 هي : dz. Blog عن طريق مجموعة من الشباب الذين تأثروا بهذه الحركة، وبلورت هذه الفكرة مع بوجمعة هيشور الوزير السابق للبريد وتكنولوجية الاتصال في 26 جانفي 2006 و خصص لذلك يوما إعلاميا وطنيا سمي بيوم المدونين، وهي محاولة لترويج سياسة الواب في الجزائر، و بلغة الأرقام قالت السيدة سحنين أن عدد المدونين في الذي زاد بلوق وصل إلى حوالي 10 آلاف مدون كما يصل عدد زوار الموقع حوالي 19 مليون زائرا في اليوم. وبصفته رجل إعلام مختص قال الأستاذ العيد زغلامي أن التدوين في الجزائر هو عبارة عن مجلد شخصي يدون فيه الشخص أفكاره وانطباعاته عن قضية من القضايا ، و الحلول التي يراها مناسبة، و قد تحول التدوين إلى إعلام بديل، حيث أصبح أي واحد بإمكانه أن يستعمل هذا الفضاء للتعبير عن رأيه، وهي حسبه تكملة لوسائل أخرى هي ضمن إقحام الإنترنت في شبكة الإعلام، كما أن المدون باستطاعته التعبير عن آرائه بحرية بوسيلة جديدة قابلة للانتشار والتوسع في بقعات كثيرة، و يرى الأستاذ زغلامي أن الصراع الموجود اليوم بين المدون و الصحفي هو صراع وهمي، فالمدون لا يمكن أن يكون صحفيا، في حين بإمكان الصحفي أن يصبح مدونا، و استدل على هذا الرأي في أن معظم ما يكتب في المدونات لا يكتسي طابع الإحترافية، مقارنة بالصحافة التي هي العمود الفقري للاحترافية، لأنها تعتمد على قوانين خاصة و مناهج و برامج بيداغوجية، وإن كانت المدونات حسب المتحدث عبارة عن صحافة الهواة، إلا أنها استطاعت أن تحتل مكانة عالمية و تكون مرآة للمجتمعات..
أما من الجانب النفسي ترى الآنسة فلة صالحي مختصة في علم النفس أن التدوين هو عبارة عن نافذة جديدة يلجأ إليها الإنسان لرؤية عالمه الداخلي بتقنية حديثة تتماشى والعصر، بدون مراقبة من طرف الغير وبدون إحراج و بالتالي فالشخص تجده يعبر على جميع المكبوتات من أجل التخلص من بعض العقد و إيجاد الحلول لمشاكل من خلال الكتابة التي تعد حسبها آليات دفاع و الكشف عن الطابوهات دون خوف من الأحكام التي تقع على عاتقه..أما رأي المدونين فكل و له وجهة نظره في ذلك، بعضهم يرى أن التدوين هو هروبا من التهميش والإقصاء خاصة بالنسبة للذين يعملون في المجال الإعلامي، و إبراز مواهبهم في الكتابة وكذا التعبير عن مواقف هم يؤمنون بها، وآخرون يرون في التدوين فرصة للتعارف و تبادل الأفكار، وقال المدون الخير شوار صاحب مدونة اليوم الأدبي في هذا الصدد أن أي نص ينشر هو مفتوح للنقاش، وهذه الميزة غير متوفرة في الصحافة الكلاسيكية، أي الصحافة المكتوبة، كما أن هناك تفاعل مباشر بين المدون و الجمهور، وتجدر الإشارة أن عدد المدونين الجزائريين اليوم يفوق عددهم 05 آلاف مدون في مختلف المواقع منها: مكتوب كوم، بلوق دي زاد، بلوق سبوت وغيرها من المواقع العربية والأجنبية، و من أبرز المدونات انتشار نجد: مدونة سفير الزيبان لصاحبه دعدوعة العياشي، مدونة الصوت الحر لنذير بولقرون، مدونة بلاد تلمسان لصاحبها عبد السلام بارودي، مدونة جزائري بقرار جمهوري لصاحب المذكرة، مدونة الدكتورة أميمة، دفاتر التدوين لصاحبها يحي أو هيبة و غيرهم من المدونين الجزائريين، و تطورت المدونات الجزائرية و أصبحت تحمل أسماء عديدة لمؤسسات إعلامية و أحزاب جزائرية نذكر منها على سبيل المثال، مدونة حزب جبهة التحرير الوطني..
زهرة عياش-جريدة منبر القراء- يوم الخميس15 جانفي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
طالع مقالات أخرى عن التدوين في الجزائر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرصد مدونات الجزائر
مذكرة التخرج تستحق المطالعة
ردحذفhttp://ismaildz.wordpress.com/blogs/
درة جيد، لصاحب المذكر حول التدوين، ورغم كل هذا يبقى التدوين في الجزائر معتم،، يحتاج لنقلة نوعية تخرجه من العتومية، إلى النور
ردحذف