
أسبابا كثيرة قد تجعل المدونات الجزائرية لا ترقى لمثيلاتها العربية، ربما دخل الجزائريون عالم المدونات متأخرين بعض الشيء عن بقية أشقائهم في العالم العربي، ومؤكد أن لضعف نسبة مستعملي الانترنت بالبلاد تأثير مهم ، كما أن فضاء التدوين في الجزائر منقسم على نفسه بين مجتمعين افتراضيين متباينين تماما مثل حالة المغرب نتيجة ازدواجية المشهد الثقافي مما ينتج مدونات عربية وأخرى فرنكوفونية وبينهما جدار برلين، لكن أخطر ما قرأته عن الموضوع إرجاع السبب لانطواء المثقف الجزائري على نفسه وتحفظه حتى وهو في المدونة التي يفترض أن يكون فيها منطلقا إلى أبعد الحدود على رأي الكاتبة الصحافية نور الهدى غولي، صاحبة عدة مدونات التي ترى أن انطواء المثقف الجزائري على نفسه في الطبيعة انعكس على محتوى مدونته حيث يبدو كلاسيكيا وهزيلا مع استثناءات قليلة.
على عكس كثير من الدول العربية التي يقوم فيها المدونون بالتأثير في المشهد الإعلامي والسياسي والحقوقي مما ينتج عنه صراع دائم أو مناوشات موسمية مع السلطات؛ لا تطرح قضايا الرقابة على مواقع الانترنت والتضييق على المدونين بشكل ملحوظ في الجزائر، ولا يرجع الفضل في ذلك إلى ارتفاع سقف الحريات في هذا البلد مقارنة بغيره من البلدان العربية كما يظن البعض، لكن لأن المدونين الجزائريين عموما لا يفعلون شيئا أصلا حتى يتعرضوا للمضايقات، إما خوفا أو رقابة ذاتية أو شحا في الإبداع، ويبقى الوضع أشد تعقيدا حسب رأي الكاتب والمُدوّن الجزائري عصام حمود: صاحب مدونة "حمود استوديو" الذي يقول في حوار أجراه معه المدون علاوة حاجي صاحب مدونة أنلآن:"الحقيقة أن الوضع في الجزائر معقد أكثر بكثير، نعم لا يوجد حجب.. لدينا سقف حرية تعبير كبير ولكنه دوما محدود بالرعب والخوف غير المعروف.. ولا أنكر بأنني كثيرا ما وددت التطرق إلى مواضيع بالصور، ولكنني تراجعت خوفًا منها وفضلت أن تكون بعض كتاباتي تلميحات فقط".
لكن من جبة الخوف، وأجواء الرعب تتسرب أصوات حرة لا تخشى تبعات الكلمة المسؤولة، أو تتألق إبداعات تتحدى الرقابة بالسخرية والإشارة، و تنبعث أنغام تشدو صوت الحرية والكرامة أوزانا ولحنا شجيا .
مع بعض هؤلاء وعبرهم نتعرف عن التدوين بالجزائر وعن الجزائر من خلال المدونين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
رابط النص الأصلي للمقال : http://www.katib.org/node/8707
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
رابط النص الأصلي للمقال : http://www.katib.org/node/8707
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق