كتبهاتوفيق التلمساني. ، في 23 سبتمبر 2008 الساعة: 05:59 ص
اسهاما في اثراء النقاش الدائر بمدونة نزف اليراع لصاحبها عبد الحق الهقي حول التدوين بالعالم العربي
اسهاما في اثراء النقاش الدائر بمدونة نزف اليراع لصاحبها عبد الحق الهقي حول التدوين بالعالم العربي
نظرة على التدوين و المدون من تلسكوبي الخاص
للمدون المغربي رفيق الدرب صاحب مدونة : خربشات مُواطن أمّي
يمكن اعتبار التدوين تطورا دروينيا لفعل الصحافة , الا انه وبالرغم من هده العلاقة التلازمية التي قد تجمع بين الفعلين, فالتدوين يبقى جنسا اخرا محايدا فلا يمكن اعتباره صحافة بمفهومها التقليدي..ولا يمكن ايضا و في الان نفسه ان نشطب خانته من قائمة مشتقات الصحافة. لانهما يلتقيان في نقطيتين اساسيتين هما : الرصد و التحليل . ويتميز التدوين بامكانية تحققه بالرصد فقط دونما حاجة بالضرورة الى التحليل .ففي العملية التدوينية نكون مطالبين فقط كحد ادنى بطرح قضية من القضايا او حدث ما من الاحداث كارضية للنقاش,و تحليلهما يكون بطريقة تفاعلية اي من خلال تعاليق الزوار الدين يدلون بدلوهم حول القضية/الارضية المطروحة فتتحول التدوينية بدلك الى فوروم مدوناتي تتعدد فيه الاراء ووجهات النظر حول القضية الواحدة.
ولغويا -وهنا سوف لن اتقيد بقاموس يعرب بن قحطان- يمكن اعتبار التدوين مرادفا من مرادفات كلمة سرعة اولا لانه يعتمد في نتاجه على اسرع تقنية بالعصر الحالي الا و هي الانترنت فهو لا يحتاج كما الشان في الصحافة الى تجميع لمواد العدد و من تم عرضها على رئيس التحرير وترتيب الصفحات و عملية الاخراج الفني فالطباعة ثم النشر و التوزيع و ما الى غير دلك,بالتدوين السرعة عامل اساسي فالجنين التدويني قد يتكون و يولد في اللحظة نفسها ,ورئيس التحرير و المخرج الفني و الناشر و المدير المسؤول هو المدون نفسه,ولدلك يعتبر التدوين فعلا داتيا فجائيا تفاعليا تتداخل فيه عدة عوامل مسببة من بينها الحالة النفسية للمدون من مزاجية و انفعالية,وكدا عوامل المحيط و الظروف و الاحداث الطارئة التي تساهم ايضا في التاثير على الفعل التدويني,وكنتيجة لكل ما سبق يتكون داك الجنين..فقد نرى جنينا مدوناتيا مشرقا جميل المحيا مبتسما وربما نراه جنينا متهجما متشائما..وفي احايين اخرى قد يحدث و يولد الجنين مشوها
في وطننا العربي : يظن البعض ان المدونة عبارة عن موقع يمكن ان نستضيف عليه صحيفة الكترونية او ما شابه و يظن البعض الاخر ان المدونة عبارة عن صالون ثقافي على غرار صالونات قاسم امين و جمال الدين الافغاني, وتبعا لدلك نلاحظ العديد الاشخاص الدين قاموا باغتصاب السيدة المدونة اغتصابا مقترنا بالعنف مع محاولة شادة لافتضاض بكارتها.فنجد شريحة من (المدونين) يوقعون تدويناتهم ب الصحفي فلان بن فلان او الكاتب فلان بن علان ,وهدا خطا لان المدون الحقيقي في نظري هو من يسخر مكتسباته الاكاديمية و تجربته المهنية ليكون مدونا لا ان يستعمل التدوين لاستعراض عضلاته بالكتابة الصحفية او الكتابة الادبية لانه حين دلك -في رايي الخاص- يخرج من ملة طائفة بني تدوين و لا يعتبر مدونا بتاتا.فالتدوين-واظن اني اول شخص يستعمل هدا التعريف- ..جنس اعلامي ادبي مستقل
فالتدوين هو نقيض الاطناب..والتدوين هو نقيض الملل..والتدوين هو نقيض العجن في الكلام..والتدوين هو نقيض الجمود.
وادا اردنا تشبيه التطور الدي نتج عنه هدا الجنس الاعلامي الادبي المستقل,فيمكن ان نشبهه بداك الدي حدث بالقصيدة العربية فمن الشعر العمودي الموزون المقفى الدي يبتدا بمقدمة طللية او غزلية انتقلنا الى الشعر الحر الحديث الدي تخلص من تعقيدات التقليدين و اصبح يساير روح العصر..او يمكن تشبيهه بالطفرة التي حدثت بالغناء العربي فبعدما كان المتفرجون يجلسون لساعات مطولة يستمعون لكلثوميات كوكب الشرق او حليميات العندليب الاسمر لم نعد اليوم بعصر السرعة نستسيغ او نتحمل سماع اغنية تزيد عن الدقيقتين.
اذا فما ينطبق على ما سبق دكره ينطبق ايضا على موضوعنا التدوين و عليه فالمدون يجب ان يتجنب في تدويناته كل ما قد يؤدي الى احساس المتلقي بالملل فالكائن الدي يستهلك التدوينيات يبحث عن وجبة سهلة الهضم و بدون دسم و حبدا لو يجد عصائر و مبردات فقط او مقبلات تفتح شهيته للاقبال و العودة مرة اخرى.
وللاسف لا زال مفهوم التدوين لم يترسخ بادهان الغالبية العظمى من (المدونين) العرب و لا زلنا نجد تدوينيات عبارة عن مقالات صحفية مطولة باقلام صحفيين متمرسين ابوا الا ان يحتفظوا برداء السلطة الرابعة حتى داخل فضاءات و بين ردهات السلطة الخامسة (التدوين)0
والمتلقي لهده المقالات غالبا ما يتفادى عملية القراءة افقيا و يلتجا للقراءة العمودية قافزا سطر نعم و عشرة لا عله يلملم و يستخلص البعض مما يود الكاتب الصحفي (المدون) ايصاله,لينزل بعد دلك مهرولا الى الجهة المخصصة للتعليقات ليعلق مجاملا-غالبا:نعم اخي او اختي معك حق..كدا وكدا..بالفعل كدا..سررت بزيارة مدونتك..ورسالته الضمنية تقول تعالى بادلني الزيارة و اترك تعليقا..ليس مهما مضمون هدا التعليق المهم تعالى..مودتي و حبي و احتراماتي و ما الى غير دلك ..ليبقى تدويننا مراهقا متملقا فارغ المحتوى
يتبع…..)))
رفيق الدرب
أضف الى مفضلتك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ahmedalhiyari قال: سبتمبر 23rd, 2008 at 23 سبتمبر 2008 10:48 ص
أحترم المدون المغربي رفيق الدرب
وأشهد أني لم أقفز عشرة أمتار حتى أصل لهذا التعليق ، قرأت الموضوع حرفا حرفا لا سطرا سطرا
أود الاختصار على ما أحب المدون أن ينوه إليه فأقول
دعونا نترك للمدونين حرية التدوين كما يهوون ، وهذه ميادين التدوين سوف تنخل الجميع فيذهب من مل واكتفى ، أو زالت عنه فسحة الزمن التي كان يقضيها مع المدونة والمدونات
دعونا أولا نعرف بعضنا .. نفهم ما نحس وما نريد من التدوين كل حسب ما يهوى والحكم بعد مداولة جماهير القراء والمعلقين وإن من الحكمة أنك إن رافقت رفيق درب ولم تعرف من يكون كان في حصافتك شك.
وللجميع تحية
أحمد الحاج محمود الحياريالثلاثاء 23 رمضان 1429هـ 23 آب 2008م
وأشهد أني لم أقفز عشرة أمتار حتى أصل لهذا التعليق ، قرأت الموضوع حرفا حرفا لا سطرا سطرا
أود الاختصار على ما أحب المدون أن ينوه إليه فأقول
دعونا نترك للمدونين حرية التدوين كما يهوون ، وهذه ميادين التدوين سوف تنخل الجميع فيذهب من مل واكتفى ، أو زالت عنه فسحة الزمن التي كان يقضيها مع المدونة والمدونات
دعونا أولا نعرف بعضنا .. نفهم ما نحس وما نريد من التدوين كل حسب ما يهوى والحكم بعد مداولة جماهير القراء والمعلقين وإن من الحكمة أنك إن رافقت رفيق درب ولم تعرف من يكون كان في حصافتك شك.
وللجميع تحية
أحمد الحاج محمود الحياريالثلاثاء 23 رمضان 1429هـ 23 آب 2008م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق