كتبهاتوفيق التلمساني. ، في 23 فبراير 2009 الساعة: 09:18 ص
تماشيا مع سعيي لإنجاز دليل المدونات النشطة مازلت أسعى لعرض مقالات و دراسات تتناول هذا الميدان على مستوى الأردن .و في هذه المرة لدي مقال للمدون الصحفي محمد عمر يلقى فيه نظرة على هذا النشاط على مستوى المملكة .
المقال جاء تحت عنوان : المدونات في الأردن: تطور كميّ
شهد الاردن في السنتين الاخيرتين تطورا كميا كبيرا في عدد المدونين، كان تقدمها النوعي اقل لا يواكب التطور في عملية التدوين في دول عربية اخرى. اذ كان من المبكر القول ان هذه الألف مدونة لم تحظ حتى ألان بروابط قوية مع الإعلام، إلا أن هذا الأمر يبدو في طريقه للتحقق.
تشير الإحصاءات الصادرة مؤخرا عن تقرير موقع “العالم للإنترنت”: ان الأردن احتلت المرتبة السادسة بين دول الشرق الأوسط حسب نسبة الإستخدام مقارنة بعدد السكان. وقد وصلت نسبة إستخدام شبكة الإنترنت في الأردن إلى ما يقارب (12%) من مجموع سكان الأردن. في ما وصل عدد مستخدمي الإنترنت في الأردن مع نهاية عام 2006 ما يقارب 630 ألف مستخدم تمثل حوالي (3.3%) من مجموع مستخدمي الإنترنت في دول الشرق الأوسط.
تضاعف إستخدام الإنترنت في الأردن حوالي خمسة أضعاف عما كان عليه الحال في عام 2000. ويبدو ان الزيادة في عدد مستخدمي الانترنت انعكس على التطور الكمي في عدد المدونين الذي بلغ تعدادهم حوالي عشرة آلاف مدون.
وجاء في دراسة اجراها الإعلامي مارك لينش حول التدوين في الوطن العربي ونشرت في شباط العام الماضي ان “عصام بيازيد مؤسس مجمع كوكب الأردن يقدر عدد المدونات في العام الماضي بـ7000. بينما الموقع المضيف المعروف جيران يدعي انه يستضيف 20000 مدونة لكنه لا يفرق بين المدونات السياسية وغيرها. وموقع مكتوب وهو مضيف معروف آخر يقدر عدد المدونات “السياسية والاخبارية” بـ4360 في المنطقة. وتحتوي كل من المجمعات القومية في البحرين والعراق والاردن والكويت ولبنان والسعودية على 300 مدونة نشطة بينما تتباهى مصر الآن باكثر من 1000 مدونة”.
يتوزع هؤلاء المدونون على عدة مواقع كبيرة منها “جوردان بلوغ” و”بلوغرز” و”غوغول” و”جيران” و”البوابة” و”أي توت” و”مكتوب” و”وورد برس”. هذا اضافة الى الصفحات الشخصية لبعض المدونين المعروفين.
أبدت بعض الصحف مؤخرا اهتماما كبيرا بحركة التدوين، وخاصة صحيفة “السجل” الأسبوعية، التي خصصت ركنا دائما للمدونات. وقد نشرت عدة تقارير حول اهم الموضوعات التي يتناولها المدونون كما أفردت مساحات لتقديم بعض الإرشادات لهؤلاء ترشدهم إلى عملية تدوين اكثر تأثيرا.
ففي العدد الاول من السجل (تشرين الثاني 2007) استعرض الصحفي والمدون النشيط باتر علي وردم عددا كبيرا من المدونات السياسية مقتطفا منها مقاطع مهمة تظهر مدى الحرية التي يتمتع بها المدونون قياسا الى وسائل الاعلام الاخرى.
وجاء في المقال: “إن بدايات التدوين باللغة العربية كانت معتمدة على الخواطر الشخصية ولكن البعد السياسي والشأن العام أخذ حيزا كبيرا مع دخول كتاب وصحافيين محترفين إلى مجال التدوين حيث توجد حاليا حوالي 20 مدونة لإعلاميين أردنيين مثل الكاتب كامل النصيرات الذي تجاوز عدد زواره مليون زائر، وكذلك ياسر أبو هلالة ويوسف غيشان وحلمي الأسمر وإبراهيم غرايبة وباتر وردم ورلى الحروب وأحمد حسن الزعبي وزياد أبو غنيمة ورنا شاور وغيرهم”.
ويكتب الصحفي ياسر ابو هلالة من واقع تجربته في التدوين: “خلال عامين اكتشفت بأني عاجز عن الوفاء بما أعلنته. وأن ما أكتبه هو تكرار لما أنشره في الصحف، مع فارق بسيط يتمثل في نشر ما تحذفه الصحيفة إضافة إلى تفاعل مفتوح مع القارئ. إضافة إلى ذلك أنشر اهتماماتي الشخصية التي لا تنشر في الصحيفة. مثل ذكريات شخصية، مناسبات عائلية، مشاهدات من رحلاتي. لكني بالمجمل لم أكن مدونا، حتى التفاعل بحدوده الدنيا ومن باب رفع العتب”.
وبحسب باتر وردم فان معظم المدونين-الصحافيين إكتفوا بنشر مقالاتهم في الصحف اليومية والأسبوعية المحكومة بسقف قانون المطبوعات مع أنها تميزت بفعالية في الردود والتعليقات وهي الميزة التفاعلية الرئيسية للمدونات..
على ان الردود التي تلقاها الصحفيون على مدوناتهم، خاصة الذين لا تمتلك صحفهم مواقع تفاعلية، وجدوا أنفسهم أكثر اهتماما في رفع مقالاتهم بأنفسهم على المدونات كما فعل الصحفي محمود الريماوي على مدونته عبر موقع “البوابة”، بعد أن كان العاملون بهذه المواقع يحملون هذه المقالات او بربطها تقينا بمواقع الصحف.
ومع ذلك، فانه وبشكل عام يمكن الإستفادة من المدونات الأردنية، بحسب باتر وردم، وخاصة تلك التي تنشر باللغة الإنجليزية في الحصول على مصادر معلومات بديلة وأكثر جرأة من الإعلام التقليدي ولكن حاجز اللغة يبقى مساهما في تقليص نسبة تأثير هذه المدونات على القارئ والمتابع الأردني خاصة في ظل بقاء المدونات باللغة العربية في حالة من عدم الاهتمام بالشأن العام بالنسبة لمعظم المدونين واكتفاء الكتاب المحترفين بمقالاتهم المنشورة وعدم استثمار مساحة الحرية عبر الإنترنت للكتابة بطريقة أكثر جرأة وإبداعا”.
بشكل عام فان المدونات الاردنية على شبكة الانترنت لم تشكل حتى الان أي عبء على الاجهزة الحكومية، فالكثير من هذه المدونات بعيد عن الهموم السياسية، كما يفتقد الى مضمون حقيقي، وباستثناء قلة منهم فان اغلب المدونات تعتمد على الخواطر الشخصية.
ويعزو مارك ليشن سبب ذلك الى عدم نضوج التجربة الحزبية في الاردن التي لم تخلق جيلا واعيا من المدونين قادر على عرض وجهات نظر سياسية كاملة.
مدونات نسائية..
يكاد صوت المرأة الحقيقي يغيب عن المدونات باللغة العربية، فهناك قلة شديدة من النساء يكتبن عن اوضاع المرأة انطلاقا من تجاربهن الشخصية. ومن بين هذه المدونات تبرز مدونة “العشب” وهي لامراة “مطلقة” تكتب باسم وهمي عن هواجس المرأة المطلقة في المجتمع وعيشه اليومي.
يقول لينش في دراسته، وهي الوحيدة عن التدوين في المنطقة: “ما زال هناك الكثير من الأسباب التي تجعلنا نعتقد أن المدونات لن ترقى لمستوى متعاطيها.
- يظل التدوين نشاطا لنخبة ضئيلة حيث أن قلة قليلة من الشرذمة القليلة جدا بطبيعتها التي تستخدم الانترنت في المجتمع العربي هي التي تكتب أو تقرأ المدونات. تصل المدونات الى قلة فقط من جمهور قناة الجزيرة أو حتى جمهور الصحف الحكومية المملة. وحيثما يكون المدونون ذوو تأثير سياسي كما هو الحال في مصر والبحرين يكون في مقدور النظم القمعية أن تتخذ ضدهم اجراءات صارمة. ومن ذلك المنظور لا يبدو أن التدوين سيسبب تغييرا سياسيا كبيرا في الشرق الأوسط”.
المقال مقتبس من موقع :عمان نت.
تماشيا مع سعيي لإنجاز دليل المدونات النشطة مازلت أسعى لعرض مقالات و دراسات تتناول هذا الميدان على مستوى الأردن .و في هذه المرة لدي مقال للمدون الصحفي محمد عمر يلقى فيه نظرة على هذا النشاط على مستوى المملكة .
المقال جاء تحت عنوان : المدونات في الأردن: تطور كميّ
شهد الاردن في السنتين الاخيرتين تطورا كميا كبيرا في عدد المدونين، كان تقدمها النوعي اقل لا يواكب التطور في عملية التدوين في دول عربية اخرى. اذ كان من المبكر القول ان هذه الألف مدونة لم تحظ حتى ألان بروابط قوية مع الإعلام، إلا أن هذا الأمر يبدو في طريقه للتحقق.
تشير الإحصاءات الصادرة مؤخرا عن تقرير موقع “العالم للإنترنت”: ان الأردن احتلت المرتبة السادسة بين دول الشرق الأوسط حسب نسبة الإستخدام مقارنة بعدد السكان. وقد وصلت نسبة إستخدام شبكة الإنترنت في الأردن إلى ما يقارب (12%) من مجموع سكان الأردن. في ما وصل عدد مستخدمي الإنترنت في الأردن مع نهاية عام 2006 ما يقارب 630 ألف مستخدم تمثل حوالي (3.3%) من مجموع مستخدمي الإنترنت في دول الشرق الأوسط.
تضاعف إستخدام الإنترنت في الأردن حوالي خمسة أضعاف عما كان عليه الحال في عام 2000. ويبدو ان الزيادة في عدد مستخدمي الانترنت انعكس على التطور الكمي في عدد المدونين الذي بلغ تعدادهم حوالي عشرة آلاف مدون.
وجاء في دراسة اجراها الإعلامي مارك لينش حول التدوين في الوطن العربي ونشرت في شباط العام الماضي ان “عصام بيازيد مؤسس مجمع كوكب الأردن يقدر عدد المدونات في العام الماضي بـ7000. بينما الموقع المضيف المعروف جيران يدعي انه يستضيف 20000 مدونة لكنه لا يفرق بين المدونات السياسية وغيرها. وموقع مكتوب وهو مضيف معروف آخر يقدر عدد المدونات “السياسية والاخبارية” بـ4360 في المنطقة. وتحتوي كل من المجمعات القومية في البحرين والعراق والاردن والكويت ولبنان والسعودية على 300 مدونة نشطة بينما تتباهى مصر الآن باكثر من 1000 مدونة”.
يتوزع هؤلاء المدونون على عدة مواقع كبيرة منها “جوردان بلوغ” و”بلوغرز” و”غوغول” و”جيران” و”البوابة” و”أي توت” و”مكتوب” و”وورد برس”. هذا اضافة الى الصفحات الشخصية لبعض المدونين المعروفين.
أبدت بعض الصحف مؤخرا اهتماما كبيرا بحركة التدوين، وخاصة صحيفة “السجل” الأسبوعية، التي خصصت ركنا دائما للمدونات. وقد نشرت عدة تقارير حول اهم الموضوعات التي يتناولها المدونون كما أفردت مساحات لتقديم بعض الإرشادات لهؤلاء ترشدهم إلى عملية تدوين اكثر تأثيرا.
ففي العدد الاول من السجل (تشرين الثاني 2007) استعرض الصحفي والمدون النشيط باتر علي وردم عددا كبيرا من المدونات السياسية مقتطفا منها مقاطع مهمة تظهر مدى الحرية التي يتمتع بها المدونون قياسا الى وسائل الاعلام الاخرى.
وجاء في المقال: “إن بدايات التدوين باللغة العربية كانت معتمدة على الخواطر الشخصية ولكن البعد السياسي والشأن العام أخذ حيزا كبيرا مع دخول كتاب وصحافيين محترفين إلى مجال التدوين حيث توجد حاليا حوالي 20 مدونة لإعلاميين أردنيين مثل الكاتب كامل النصيرات الذي تجاوز عدد زواره مليون زائر، وكذلك ياسر أبو هلالة ويوسف غيشان وحلمي الأسمر وإبراهيم غرايبة وباتر وردم ورلى الحروب وأحمد حسن الزعبي وزياد أبو غنيمة ورنا شاور وغيرهم”.
ويكتب الصحفي ياسر ابو هلالة من واقع تجربته في التدوين: “خلال عامين اكتشفت بأني عاجز عن الوفاء بما أعلنته. وأن ما أكتبه هو تكرار لما أنشره في الصحف، مع فارق بسيط يتمثل في نشر ما تحذفه الصحيفة إضافة إلى تفاعل مفتوح مع القارئ. إضافة إلى ذلك أنشر اهتماماتي الشخصية التي لا تنشر في الصحيفة. مثل ذكريات شخصية، مناسبات عائلية، مشاهدات من رحلاتي. لكني بالمجمل لم أكن مدونا، حتى التفاعل بحدوده الدنيا ومن باب رفع العتب”.
وبحسب باتر وردم فان معظم المدونين-الصحافيين إكتفوا بنشر مقالاتهم في الصحف اليومية والأسبوعية المحكومة بسقف قانون المطبوعات مع أنها تميزت بفعالية في الردود والتعليقات وهي الميزة التفاعلية الرئيسية للمدونات..
على ان الردود التي تلقاها الصحفيون على مدوناتهم، خاصة الذين لا تمتلك صحفهم مواقع تفاعلية، وجدوا أنفسهم أكثر اهتماما في رفع مقالاتهم بأنفسهم على المدونات كما فعل الصحفي محمود الريماوي على مدونته عبر موقع “البوابة”، بعد أن كان العاملون بهذه المواقع يحملون هذه المقالات او بربطها تقينا بمواقع الصحف.
ومع ذلك، فانه وبشكل عام يمكن الإستفادة من المدونات الأردنية، بحسب باتر وردم، وخاصة تلك التي تنشر باللغة الإنجليزية في الحصول على مصادر معلومات بديلة وأكثر جرأة من الإعلام التقليدي ولكن حاجز اللغة يبقى مساهما في تقليص نسبة تأثير هذه المدونات على القارئ والمتابع الأردني خاصة في ظل بقاء المدونات باللغة العربية في حالة من عدم الاهتمام بالشأن العام بالنسبة لمعظم المدونين واكتفاء الكتاب المحترفين بمقالاتهم المنشورة وعدم استثمار مساحة الحرية عبر الإنترنت للكتابة بطريقة أكثر جرأة وإبداعا”.
بشكل عام فان المدونات الاردنية على شبكة الانترنت لم تشكل حتى الان أي عبء على الاجهزة الحكومية، فالكثير من هذه المدونات بعيد عن الهموم السياسية، كما يفتقد الى مضمون حقيقي، وباستثناء قلة منهم فان اغلب المدونات تعتمد على الخواطر الشخصية.
ويعزو مارك ليشن سبب ذلك الى عدم نضوج التجربة الحزبية في الاردن التي لم تخلق جيلا واعيا من المدونين قادر على عرض وجهات نظر سياسية كاملة.
مدونات نسائية..
يكاد صوت المرأة الحقيقي يغيب عن المدونات باللغة العربية، فهناك قلة شديدة من النساء يكتبن عن اوضاع المرأة انطلاقا من تجاربهن الشخصية. ومن بين هذه المدونات تبرز مدونة “العشب” وهي لامراة “مطلقة” تكتب باسم وهمي عن هواجس المرأة المطلقة في المجتمع وعيشه اليومي.
يقول لينش في دراسته، وهي الوحيدة عن التدوين في المنطقة: “ما زال هناك الكثير من الأسباب التي تجعلنا نعتقد أن المدونات لن ترقى لمستوى متعاطيها.
- يظل التدوين نشاطا لنخبة ضئيلة حيث أن قلة قليلة من الشرذمة القليلة جدا بطبيعتها التي تستخدم الانترنت في المجتمع العربي هي التي تكتب أو تقرأ المدونات. تصل المدونات الى قلة فقط من جمهور قناة الجزيرة أو حتى جمهور الصحف الحكومية المملة. وحيثما يكون المدونون ذوو تأثير سياسي كما هو الحال في مصر والبحرين يكون في مقدور النظم القمعية أن تتخذ ضدهم اجراءات صارمة. ومن ذلك المنظور لا يبدو أن التدوين سيسبب تغييرا سياسيا كبيرا في الشرق الأوسط”.
المقال مقتبس من موقع :عمان نت.
ــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق